Muther Alohmayed

فضيحة "عصابة حديثي الولادة" تهز قطاع الرعاية الصحية في تركيا

في الأشهر الأخيرة، تعرض نظام الرعاية الصحية في تركيا لصدمة كبيرة بسبب فضيحة مروعة تُعرف باسم “عصابة حديثي الولادة”. هذه الشبكة الإجرامية، التي تضم أطباء وممرضين وموظفي مستشفيات، استغلت الثغرات في النظام الطبي لتحقيق مكاسب مالية غير مشروعة، مما أدى إلى وفاة العديد من الأطفال حديثي الولادة بشكل مأساوي.

 

نظرة عامة على الفضيحة

كشفت التحقيقات أن “عصابة حديثي الولادة” قامت بتحويل الأطفال حديثي الولادة – بعضهم بحالة صحية جيدة أو بأمراض طفيفة – من المستشفيات الحكومية إلى مستشفيات خاصة متواطئة معهم. تم تنفيذ ذلك من خلال التلاعب بخدمات الطوارئ وضمان إرسال الأطفال إلى المستشفيات الخاصة المعنية بحجة حاجتهم إلى رعاية متقدمة. وبمجرد دخولهم وحدات العناية المركزة لحديثي الولادة (NICU)، خضع الأطفال لعلاجات غير ضرورية وممتدة فقط ليتمكن المحتالون من تحصيل مبالغ ضخمة من مؤسسة الضمان الاجتماعي التركية (SGK).

 

أسلوب الاحتيال

كيف كانت العصابة تعمل؟

  1. التواطؤ مع خدمات الطوارئ

    • كان العاملون في خدمة الإسعاف يقومون بتوجيه الأطفال إلى مستشفيات خاصة معينة بدلاً من مستشفيات حكومية مناسبة.
  2. تزوير السجلات الطبية

    • أطباء وممرضون متورطون في الفضيحة كانوا يزوّرون تشخيصات المرضى ويبالغون في حالتهم الصحية لتبرير بقائهم في وحدات العناية المركزة لفترات طويلة.
  3. إهمال الرعاية الطبية

    • في العديد من الحالات، تلقى الأطفال حديثو الولادة رعاية طبية سيئة، مما أدى إلى تفاقم حالاتهم الصحية وأدى إلى وفاتهم.

 

تأثير الفضيحة على العائلات والنظام الصحي

عواقب كارثية على المجتمع

  • وفيات حديثي الولادة

    • أكدت التقارير وفاة 10 أطفال على الأقل نتيجة هذه الممارسات الإجرامية، وهناك أدلة تشير إلى احتمال أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير.
      (AP News)
  • تراجع الثقة العامة في النظام الصحي

    • أثارت الفضيحة حالة من الغضب والقلق بين المواطنين، مما أدى إلى فقدان الثقة في الرقابة على المستشفيات الخاصة.
  • دعوات لإصلاحات قانونية وتنظيمية

    • دفعت الفضيحة المسؤولين الحكوميين إلى فرض قوانين وإجراءات رقابية جديدة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات في المستقبل.

 

آخر المستجدات حول الفضيحة

حتى ديسمبر 2024، أحرزت الحكومة التركية تقدماً كبيراً في التحقيقات واتخاذ الإجراءات اللازمة:

  • بدء المحاكمات القضائية

    • بدأت محاكمة 47 متهماً من بينهم أطباء وممرضون ومديرو مستشفيات في 18 نوفمبر 2024، حيث يواجهون تهماً تشمل القتل بالإهمال والاحتيال المالي.
      (AP News)
  • إغلاق المستشفيات المتورطة

    • قامت وزارة الصحة التركية بسحب تراخيص عدد من المستشفيات الخاصة المتورطة، وأطلقت تحقيقات شاملة في النظام الصحي التركي.
      (Reuters)
  • رد فعل شعبي غاضب

    • خرجت مظاهرات في عدة مدن تركية، حيث نظّم المواطنون وقفات احتجاجية للمطالبة بالعدالة لضحايا الفضيحة وضمان محاسبة الجناة.
      (AP News)

 

ماذا بعد؟

فضيحة “عصابة حديثي الولادة” تمثل تحذيراً خطيراً من عواقب انحراف قطاع الرعاية الصحية عن أخلاقياته مقابل تحقيق الأرباح. يجب اتخاذ عدة تدابير لمنع تكرار مثل هذه المآسي:

تعزيز الرقابة على المستشفيات العامة والخاصة لضمان الالتزام بالمعايير الأخلاقية والطبية.

حماية المبلغين عن الفساد وتوفير قنوات آمنة للإبلاغ عن أي انتهاكات دون خوف من الانتقام.

زيادة التوعية العامة بحقوق المرضى لضمان اتخاذ قرارات مستنيرة ومعرفة كيفية التصرف عند الاشتباه في سوء الممارسة الطبية.

مع استمرار تركيا في التعامل مع تداعيات هذه الأزمة، يجب إجراء تغييرات جذرية لاستعادة ثقة الجمهور وضمان سلامة المرضى، خاصة الفئات الأكثر ضعفاً مثل حديثي الولادة.